Wednesday 15 November 2006

نعيب زماننا والعيب فينا

لاشك أننا نعيش هذه الايام واقعا اختلطت فيه المصالح والمبادىء والقيم والاهواء حتى أصبح من العسير على الانسان أن يرى الحق حقا فيتبعه ويرى الباطا باطلا فيتجنبه .
فقلد أدهشنى العدد الصادر من مجلة " روز اليوسف " بتاريخ 28-10 الذى نوهت عنه فى جريدتها الوليدة فلقد نشرت وبالبنط العريض فى عناوينها " ضبط عمرو خالد فى حالة تلبس " وعندما قرأت الموضوع وجدت صحفيا فذا يستنتج استنتاجات جعلتها المجلة " انفرادا " قدفقد أتهم الصحفى الداعية الاسلامى عدة اتهامات منها " أنه يتاجر بالدين " عندما قدم برنامجا دينيا على طريقة " ستار اكاديمى " حين تم نقل شعائر الحج على الهواء مباشرة من مكة المكرمة العام الماضى وأنه ناشد المشاهدين التصويت عبر المحمول على مشروعات ينوى القيام بها وهكذا حققت قناة " أقرأ " ايرادات وصلت الى 10 مليون، ثم عاد وقال انه " يقدم " ستار اكاديمى اسلامى " فى برنامجه " لمحات انسانية " على قناة " المحور " وكأن جمع الشباب فى معسكر فى دعوة لتأمل الطبيعة هو انحلال مثلما يتم فى" ستار اكاديمى "، وأتهمه " أنه يحب النجومية والشهرة والرياء " وأنه " يحاول الضغط على صالح كامل صاحب قنوات "ايه ار تى " بعمل برامج لقنوات اخرى لزيادة راتبه الشهرى الذى يزيد عن الاف الدولارات " .
كما اصبت بخيبة أمل كبيرة على ما وصل اليه حال هذه المجلة عندما وجدت عنوانا أخر بنفس العدد " عمرو خالد يدعو للاسلام على الطريقة الانجيلية " وادعت" أن هناك شائعة بأنه شوهد بالصفوف الاخيرة فى كنيسة قصر الدوبارة الانجيلية يحضر عظات للقس سامح موريس قيل أن يشتهر " وأنه يتبع نفس اسلوبه ومصطلحاته الانجيلية مثل " أنا أتمتع بعلاقة عميقة مع الله " وأن فقرة الدعاء الحار التى يختم بها دروسه هى " استنساخ لاجتماع الصلاة لسامح موريس " وعجبى .
تلك كانت أهم الاتهامات الى كالتها المجلة للداعية ولكنى اتساءل : هل دخول المسلم الكنيسة جريمة فى حقه أو تقليل من ايمانه- ان كان مارددته المجلة حقا بالفعل - وهل الدعاء الحار فيه تقليد وان كان الاثنان يدعوان الى الله ، وان كان يتقاضى اجرا فما المانع اذا كان هذا مصدر رزقه ، كما أن كثرة برامجه انما تدل على حب الناس له وتقبلهم لكلماته ودعوته الى الخير والصلاح .
فعجبى على مثل هذه الحملة التى تبنتها " الروزا " والتى أصبحت تسير فى هذا الاتجاه غير المنطقى وعجبى على المعايير المزدوجة التى يتبعها البعض فى مجتمعاتنا وكأن الرقص والطبل والزمر هو الفن الحقيقى الذى يحتذى به ، أما تبصير الشباب بأمور دينه وحقوقه وواجباته فى الدنيا والاخرة هو أمر مزعج وغير مرغوب فيه عند البعض ، فالشباب الذى هو مستقبل الامة وأملها لابد أن يظل نائما فى العسل فيما يعمل الاخرون ويقدمون انتاجهم لجميع الامم .
فأنا هنا لست ادافع عن شخص عمرو خالد ولكن احاول أدق نافوس الخطر على ابواب مجتمعاتنا اذا استمر غياب الرؤية الحقيقة للامور ، واذا اردنا أن نضع أيدينا على أسباب الهوان والضعف الذى عليه حال الامة فأرى أنه يتمثل فى محاولة القلة تزييف الحقائق وتعمد البعض ابعاد الشباب عن جوهر دينه واقحام السياسة فى الدين وتغليب المصالح والاهواء على الحق . وأدعو الله الجميع بالهداية وحسن المقصد .

1 comment:

Unknown said...

انا مش قادر اقول غير بسم الله ما شاء الله ، فعلا اسلوبك حلو
وبالنسبة للموضوع ، روز اليوسف مجلة عارفين ان توجهها مخالف للاسلاميات او التدين عموما ، محدش يستغرب من اي حاجة بتعملها دلوقتي هي او غيرها من اخواتها