Saturday 9 December 2006

بوش والطريق الصعب فى ولايته الاخيرة

وجد الرئيس الامريكى جورج بوش نفسه مضطرا للتضحية بوزير دفاعه دونالد راميسفلد بعد فترة قصيرة من الفوزالساحق الذى حققه الحزب الديمقراطى فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس التى جرت الشهر الماضى كدليل على نيته التعاون مع الكونجرس فى هيئته الجديدة بعد الحاح عدد كبير من أعضائه على ضرورة اقالة راميسفلد نتيجة للوضع المتردى فى العراق.
وبذلك يعد راميسفلد الضحية الاولى لانتخابات التجديد النصفى للكونجرس التى وضعت الديمقراطيين فى المقدمة بعد أن كان بوش رافضا فكرة التفريط فى رجل من رجاله ، الا أن اضطر مرة أخرى لقبول استقالة جون بولتون السفير الامريكى فى الامم المتحدة ، وجاءت استقالة بولتون بسبب فشله فى الحصول على موافقة اعضاء مجلس النواب الامريكى على تجديد تعيينه فى هذا المنصب .
وقبل بوش استقالة بولتون على مضض لكى يتجنب المعركة التى كان من المتوقع أن يخوضها للحصول على موافقة الكونجرس للتجديد لبولتون بعد أن رفضت لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس العام الماضى الموافقة على تعيين بولتون كسفير فى الامم المتحدة واضطر بوش لتعيينه بقرار رئاسى فى العطلة الصيفية للكونجرس .
ومن بين تداعيات فوز الديمقراطيين ايضا اضطرار بوش قبول توصيات لجنة بيكر- هاملتون التى تضم أعضاء من الحزبين الجمهورى والديمقراطى والتى أوصت باسحاب تدريجى للقوات الامريكية من العراق ورأت عدم جدوى السياسة الحالية التى تتبناها ادارة الرئيس الجمهورى فى العراق وقد وصف بوش تقييم اللجنة بالقاسي .
ويأتى اضطرار بوش قبول تلك التوصيات بعد أن رفض على مدى ثلاث سنوات مضت التراجع عن السياسة التى ينتهجها فى العراق والتى أدت الى الحاق المزيد من الخسائر فى صفوف قواته والاضرار بالسمعة العسكرية للامريكية واضعفت من موقف بوش نفسه وحزبه الجمهورى الذى فقد الكثير من مقاعده فى مجلسى النواب والشيوخ اللذين كانا يسيطر عليهما الحزب الجمهورى لسنوات طويلة وهذه السياسه عانى منها الامريكيون أنفسهم خاصة الذين فقدوا أبناءهم فى حرب لايرون طائلا من ورائها سوى العند والاصرار على مواصلة الخطأ الذى بنى عليه الرئيس الامريكى حربه على العراق وهى نزع اسلحة الدكار الشامل التى كان يزعم وجودها فى العراق ثم تبين للعالم كله عدم وجود هذه الاسلحة وهو الامر الذى أفقد الادارة الامريكية المصداقية فى عيون العالم بما فيهم الامريكيون أنفسهم وهو ما قد ينعكس على صورة الحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الامريكية القادمة.
والتساؤل الذى اراه مطروحا على الساحة هو مدى التزام بوش طوعا بتوصيات لجنة بيكر- هاميلتون خاصة اذا وضعنا فى الاعتبار أنه فى ولايته الثانية والاخيرة ولاسيما ايضا ما عرف عنه من ضيق فى الافق واصرار على الخطأ وتقسيم العالم ما بين مؤيد اعتبره صديقا اعتبره صديقا ومعارض اعتبره فى صفوف اعداء بلاده .
وفى ظل تواصل تدفق الدم العراقى وتحول العراق الى حرب طائفية مدمرة نتيجة السياسة الامريكية الخاطئة ، هل يمكن أن نرى نهاية قريبة لهذه الماساة القاسية على قلوب جميع العرب ؟ وان كنت أرى أنه أمر يصعب تصور حدوثه حاليا اذا ظل بوش على عناده خاصة وأن هناك اطرافا اخرى لها دورها فى حل هذا النزاع ويرفض بوش التشاور معها كسوريا وايران .

No comments: